
لبنان يُرجئ بحث سلاح حماس بانتظار نتائج خطة ترمب في غزة
قررت السلطات اللبنانية تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً أن تعقده لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني مع ممثلي حركة «حماس» وعدد من الفصائل الحليفة لها، لبحث ملف سلاحها داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، في انتظار اتضاح نتائج خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة، والتي وافقت عليها الحركة مؤخراً.
وأوضح مصدر رسمي لبناني أن “الموافقة على الخطة وانطلاق تطبيقها في غزة قد يدفع ملف تسليم سلاح «حماس» في لبنان قدماً، أما أي عرقلة فستنعكس سلباً على هذا الملف”، مضيفاً أن “التريث في عقد اللقاء يهدف إلى ضمان نقاش منتج وتحديد موقف نهائي من الحركة بناءً على التطورات الميدانية في غزة”.
خلفية الخطة الأميركية وتأثيراتها
وتنص خطة ترمب بشأن غزة، التي وافق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تجريد «حماس» من السلاح وإخلاء القطاع من قدراته القتالية.
وأعلنت «حماس»، مساء الجمعة، موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين والإفراج عن جميع الأسرى، ما اعتُبر تحولاً نوعياً في موقفها.
غير أن الحركة أكدت أن “الخطة لا تشمل الفلسطينيين في لبنان، بل تقتصر على غزة فقط”، مشددة على أن “القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا في إطار شامل يضم الضفة الغربية والقدس”.
فصائل تسلّم السلاح وأخرى ترفض
وفي وقت سابق، كانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية قد بدأت تسليم سلاحها المتوسط والثقيل إلى الجيش اللبناني، بعد تفاهم بين الرئيسين جوزيف عون ومحمود عباس خلال قمة عُقدت في بيروت في مايو الماضي.
لكن «حماس» والفصائل المتحالفة معها رفضت تسليم السلاح “ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائماً”، على حد تعبيرها.
تحليلات وتوقعات
يرى الدكتور سامي نادر، مدير “مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية”، أن حماس قبلت بالخطة الأميركية نتيجة انعدام الخيارات والضغوط المتزايدة، مشيراً إلى أن القرار “لن يقتصر تأثيره على غزة فقط، بل سيمتد إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان حيث قد يتراجع منطق السلاح، وتتغير موازين القوى بين الفصائل”.
أما هشام دبسي، مدير “مركز تطوير للدراسات”، فاعتبر أن “سلاح حماس في لبنان يجب أن يُسلَّم للدولة اللبنانية باعتباره استحقاقاً سيادياً نصت عليه القرارات الدولية 1559 و1701”، مضيفاً أن “مؤشرات إيجابية تفيد بأن الحركة قد تبادر إلى التسليم بهدوء ومن دون ضجة إعلامية”.
واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
وبحسب بيانات وكالة «أونروا»، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في لبنان نحو 489 ألف شخص، فيما لا يتجاوز عدد المقيمين فعلياً 174 ألفاً، يعيش أكثر من نصفهم في 12 مخيماً معترفاً بها.
وتبقى مسألة سلاح المخيمات أحد أبرز التحديات الأمنية والسياسية أمام الدولة اللبنانية، وسط مساعٍ لإيجاد تسوية متدرجة تُنهي وجود السلاح خارج سلطة الدولة وتضمن استقرار المخيمات.