بعد مقال المخدرات بحي بنديبان… الأمن يتحرك ثم يتراجع: من يُفلت المجرمين؟
محمد سعيد الأندلسي
حين كتبنا المقال السابق حول ما يحدث في حي الوردة ببنديبان – طنجة، كنا نعلم أن الرد لن يتأخر… وبالفعل، تحركت العناصر الأمنية، وتمت مداهمة النقاط السوداء وإيقاف بعض المتورطين في ترويج السموم.
لكن ما لم نتوقعه… هو أن يُطلق سراحهم بعدها وكأن شيئًا لم يكن!
فهل كنا أمام مسرحية اعتقال مؤقت لامتصاص الغضب؟
أم أن هناك أيادي خفية تتدخل؟
وهل بعض العناصر الأمنية متواطئة، أم أننا نعيش في زمن تعجز فيه الدولة عن حماية حي صغير من عصابات المخدرات؟.
المدمنون ما زالوا في “الزرايب”. قنينات الخمر والحقن ما زالت تملأ جنبات مكب المياه. والشباب ما زالوا يتاجرون في سمومهم عند “المدار الجديد”.لكن الفرق الوحيد الآن: أن الجميع بات يعرف… ويسكت.
إذا كان القانون يُطبق فقط على الضعفاء،
وإذا كان المجرمون يُطلق سراحهم رغم الأدلة والشهادات،
فأي أمل تبقّى لشباب الحي؟ وأي معنى تبقى للدولة؟
نحن لا نتهم… لكننا نسأل.وإن كانت الأجهزة الأمنية نزيهة، فلتثبت ذلك بالتحقيق الجاد في كيفية إطلاق سراح موقوفين ضبطوا متلبسين.
وإن كانت النيابة العامة مستقلة، فلتبرر للرأي العام هذا التراخي.
لا نحتاج مداهمات وهمية… نحتاج حماية حقيقية ودائمة.
