
إيران تنفي استئناف المحادثات النووية مع واشنطن وتتهم ترمب بالمبالغة في تقييم الضربات العسكرية
نفت إيران وجود أي خطة لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن نية بلاده بدء محادثات مع طهران الأسبوع المقبل، بعد 12 يومًا من الحرب مع إسرائيل.
وقال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن “التكهنات حول استئناف المفاوضات ينبغي عدم التعامل معها بجدية”، مشيرًا إلى عدم وجود أي خطة رسمية حتى الآن لبدء محادثات جديدة.
وجاء هذا التصريح بالتزامن مع مصادقة البرلمان الإيراني على قانون يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في رد مباشر على الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، أبرزها مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية.
وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، أن الولايات المتحدة “تلقت صفعة قاسية” وأن الضربات لم تُحقق أي إنجاز حقيقي، متهمًا ترمب بـ”المبالغة بشكل غير عادي” في تصوير نتائج العمليات العسكرية.
أضرار كبيرة وتجميد مؤقت للتفتيش
رغم نفي التأثير الكبير للضربات، أقر عراقجي بأن المنشآت النووية تعرّضت لأضرار “كبيرة وجسيمة”، مشيرًا إلى أن بلاده تُجري مراجعة شاملة لسياساتها النووية في ضوء هذه التطورات، وأن عمليات التفتيش الدولية أصبحت موضع نقاش داخل الأجهزة السيادية.
كما أكد العراقجي أن عمليات تفتيش المنشآت النووية قد تُستخدم لجمع معلومات دقيقة عن الأضرار، وهو ما يفرض مراجعة دقيقة لدور المفتشين الدوليين.
ترمب يؤكد على فاعلية الضربات ومبعوثه يطمح لاتفاق شامل
في المقابل، أصر ترمب على أن القصف الأميركي كان مدمرًا، مؤكدًا أن إيران لم تتمكن من إخراج المواد النووية من منشأة “فوردو” التي تعرّضت لهجوم مباشر من قاذفات “B-2”.
وأعرب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن أمله في “التوصل إلى اتفاق سلام شامل”، معتبرًا أن الحرب الأخيرة أوجدت ظروفًا جديدة قد تُمهد لمفاوضات فاعلة.
الموقف الأوروبي: ورقة ضغط وتنسيق
قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول إن أوروبا تملك “ورقة رابحة جداً” في التعامل مع طهران، عبر تفعيل آلية “سناب باك” التي تتيح إعادة فرض العقوبات تلقائيًا في حال خرق إيران للاتفاق النووي لعام 2015.
وأكد فاديبول أن الحل التفاوضي يبقى الخيار الواقعي الوحيد، داعيًا لتنسيق أوروبي-أميركي لممارسة ضغط مشترك على طهران، معربًا عن استعداد “دول إي 3” (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) لمواصلة التواصل مع القيادة الإيرانية.