الذكرى 69 لتأسيس الأمن الوطني.. طنجة بين الإنجازات والتحديات

 

تستعد مدينة طنجة، على غرار باقي مدن المملكة، للاحتفال يوم الخميس 16 ماي 2025 بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني. وهي مناسبة سنوية للاعتراف بمجهودات رجال ونساء الأمن، ولتقييم المنجزات الأمنية، والوقوف على التحديات المطروحة، خاصة في المدن الكبرى مثل طنجة.

خلال العقود الماضية، عرف جهاز الأمن الوطني تطوراً كبيراً على مستوى البنيات والتجهيزات، واشتغل على تحسين جودة الخدمات وتعزيز العلاقة مع المواطن. وقد تمكن من الحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة تحولات إقليمية ودولية معقدة.

لكن رغم هذه الإنجازات، لا تزال مدينة طنجة تعاني من بعض الصعوبات المرتبطة بالتوسع العمراني والنمو السكاني السريع. فعدد سكان المدينة تجاوز مليون نسمة، في حين أن عدد عناصر الأمن لا يتجاوز 2300 عنصر، موزعين على 12 دائرة أمنية فقط، وهو رقم يعتبره البعض غير كافٍ لتغطية المجال الترابي الواسع.

وتبرز إشكالات حقيقية في مجال السير والجولان، حيث تسجل المدينة نسباً مرتفعة من حوادث السير، نتيجة غياب المراقبة الكافية، وقلة عدد عناصر شرطة المرور، وضعف وسائل المراقبة والتدخل، خصوصاً في أحياء جديدة تعرف كثافة سكانية متزايدة.

كما تعرف جماعة اكزناية الصناعية اختناقات مرورية متكررة، خاصة في محيط السد القضائي عند مدارة المطار، في ظل تأخر تسليم المهام بين الدرك الملكي والأمن الوطني، مما يخلق فراغاً أمنياً يساهم في ارتفاع الجريمة.

ورغم الضغط الكبير، تبذل المصالح الأمنية جهوداً مستمرة لضبط الأمن، من خلال دوريات النجدة وخدمات القرب، وبرامج التحسيس في المؤسسات التعليمية، وتبسيط الإجراءات الإدارية داخل مقرات الأمن.

وتشكل الذكرى 69 فرصة للتأكيد على أهمية مواصلة تحديث المؤسسة الأمنية، من خلال تعزيز الموارد البشرية، وتحسين البنيات التحتية، وتوفير الإمكانيات اللوجستيكية الضرورية، حتى تواكب التحولات التي تعرفها طنجة وتستجيب لتطلعات ساكنتها.

ويبقى الرهان الأساسي هو تقوية الأمن كعامل أساسي في التنمية المحلية، في إطار رؤية تشاركية تجمع بين المواطن، والمؤسسات المنتخبة، والإدارة الترابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى