محمد سعيد بوحاجة على رأس لجنة مؤقتة لتسيير اتحاد طنجة: هل ينتقل الصراع السياسي بين الأحرار والبام إلى الساحة الرياضية؟

لا يزال الشارع الرياضي في مدينة طنجة يترقب موعد انعقاد الجمع العام العادي لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، لمعرفة الرئيس الجديد الذي سيخلف المستقيل محمد الشرقاوي. وبعد تأجيل الجمع العام الذي كان مقررًا انعقاده يوم الجمعة الماضية، انتشرت الأخبار حول تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير شؤون الفريق الأزرق والأبيض خلال الفترة الانتقالية.

 

وقد أكدت مصادر موثوقة، أن السلطات المحلية في مدينة طنجة قامت بتعيين محمد سعيد بوحاجة لرئاسة اللجنة المؤقتة التي ستتولى إدارة الفريق خلال هذه الفترة. ويأتي هذا القرار في ظل استمرار الصراعات السياسية على مستوى تدبير شؤون المدينة، خاصة بين حزبي التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما يثير التساؤلات حول إمكانية انتقال هذا الصراع السياسي إلى ميدان الرياضة وتحديدًا إدارة نادي اتحاد طنجة.

 

لم يعد الصراع السياسي بين حزبي الأحرار والبام خافيًا على أحد في مدينة طنجة، حيث يبرز هذا التوتر بشكل واضح في مختلف أوجه الحياة العامة للمدينة، وخاصة في المجلس الجماعي الذي يتشارك الحزبان في تسييره. هذا التوتر بلغ ذروته مؤخرًا بعد اعتقال حسن المزدوجي، المستشار الشخصي لعمدة طنجة منير الليموري، بتهم السب والقذف والتشهير في حق مجموعة من الصحافيين وإدارة أحد الفنادق الشهيرة في المدينة. يُعد هذا الاعتقال أحد أعراض الصراع السياسي المحتدم بين التيارين اللذين يتنافسان على بسط نفوذهما في تسيير شؤون المدينة.

 

ومع تكليف محمد سعيد بوحاجة برئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير اتحاد طنجة، تتزايد المخاوف من انتقال هذا الصراع السياسي إلى المجال الرياضي، حيث يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة من العمدة الليموري، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، لتعزيز نفوذه داخل النادي ومنع حزب الأحرار من السيطرة عليه.

 

شهد الجمع العام العادي لاتحاد طنجة، الذي تأجل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، حضورًا قويًا لعدد من الشخصيات السياسية المحسوبة على حزب التجمع الوطني للأحرار. كان من بين أبرز الحاضرين عبد الواحد بولعيش، رئيس اللجنة الرياضية بمجلس جماعة طنجة، وعصام الغاشي، المهندس المختص في الخرائط العقارية والتحفيظ العقاري.

 

محمد سعيد بوحاجة، الذي تم تعيينه لرئاسة اللجنة المؤقتة لتسيير اتحاد طنجة، ينتمي بوحاجة إلى حزب التقدم والاشتراكية ويشغل منصب النائب الثامن لرئيس مقاطعة بني مكادة، محمد الحمامي. ويعد بوحاجة من الشخصيات المقربة من عمدة طنجة منير الليموري، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الدوافع وراء اختياره لتولي هذه المهمة الحساسة.

 

إلى جانب منصبه السياسي، يشغل منصب رئيس فريق اتحاد طنجة لكرة اليد، لكن يبقى السؤال المطروح: هل يمكن لمحمد سعيد بوحاجة أن يبقى بعيدًا عن التوترات السياسية التي تعصف بالمجلس الجماعي؟ وهل سيتجنب نقل هذه الصراعات إلى إدارة الفريق؟

 

التحليلات تشير إلى أن تعيين محمد سعيد بوحاجة قد يكون خطوة من العمدة الليموري لضمان استمرار نفوذ حزب الأصالة والمعاصرة داخل النادي، وذلك لتفادي سيطرة حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يسعى عبر رجالاته في المجلس إلى توسيع تأثيره على مختلف المجالات الحيوية بالمدينة، بما فيها الرياضة.

 

الجمع العام الأخير لفريق اتحاد طنجة أظهر انقسامًا واضحًا بين تيارين متعارضين، أحدهما يمثل حزب الأحرار، والآخر يدعمه الأصالة والمعاصرة. ويبدو أن هذا الصراع قد يمتد ليشمل أكثر من مجرد إدارة الشؤون الرياضية، بل قد يتحول إلى معركة مفتوحة على النفوذ في المدينة ككل.

 

مع تكليف محمد سعيد بوحاجة برئاسة اللجنة المؤقتة، ينتظر الجمهور الطنجاوي بفارغ الصبر انعقاد الجمع العام القادم لمعرفة ما إذا كانت هذه اللجنة ستتمكن من تسيير شؤون الفريق بنجاح حتى يتم اختيار رئيس جديد. ومع ذلك، يبقى الخوف من أن يتحول النادي إلى ساحة جديدة لتصفية الحسابات السياسية بين الأحزاب المتنافسة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على مستقبل الفريق ومسيرته الرياضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى