كوريا الشمالية تطلق صواريخ بالستية قصيرة المدى في تصعيد جديد للتوتر في شبه الجزيرة

أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت، صباح اليوم الخميس، عدداً من الصواريخ البالستية قصيرة المدى باتجاه البحر الشرقي (بحر اليابان)، في خطوة جاءت بعد احتفال النظام الستاليني بالعيد الوطني لكوريا الشمالية. ووفقًا لرئاسة الأركان المشتركة في سيول، تم الإطلاق حوالي الساعة 07:10 صباحًا بالتوقيت المحلي (22:10 بتوقيت غرينتش، يوم الأربعاء) من العاصمة بيونغ يانغ.

وأفادت المصادر بأن الصواريخ تحطّمت بعد أن اجتازت مسافة تبلغ حوالي 360 كيلومترًا. كما أشار الجيش الكوري الجنوبي إلى أنه “رصد وتابع وراقب” عملية الإطلاق وتبادل المعلومات مع حلفائه في طوكيو وواشنطن.

وقد أدانت رئاسة الأركان المشتركة في سيول بشدة عملية الإطلاق، واعتبرتها “استفزازًا واضحًا يهدد السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية”. كما أكدت وزارة الدفاع اليابانية وقوع عملية الإطلاق، وأفاد رئيس الوزراء الياباني المنتهية ولايته، فوميو كيشيدا، بأن طوكيو “قدمت احتجاجًا إلى كوريا الشمالية”.

وعلى الرغم من أن بيونغ يانغ قد اعتادت على إجراء تجارب صاروخية في التاسع من سبتمبر أو بالقرب من هذا التاريخ، الذي تحتفل فيه سنويًا بذكرى تأسيس جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في عام 1948، فإن عملية الإطلاق الأخيرة تثير تساؤلات حول دوافع كوريا الشمالية.

وقد صرّح ناطق باسم رئاسة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية لوسائل الإعلام بأن “عملية إطلاق الصواريخ قد تكون بمثابة اختبار من كوريا الشمالية لتصدير هذه الصواريخ إلى روسيا”، في إشارة إلى العلاقات العسكرية المتزايدة بين بيونغ يانغ وموسكو.

وأظهر تقرير حديث لمنظمة “كونفليكت أرممنت ريسيرتش”، التي تتعقب استخدام الأسلحة في النزاعات، أن صواريخ كورية شمالية أُنتجت هذا العام قد استُخدمت في أوكرانيا، مما يدعم اتهامات الغرب بأن بيونغ يانغ تزود موسكو بالأسلحة لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.

وفيما يتعلق بالظروف الداخلية في كوريا الشمالية، أشار بارك وون-غون، أستاذ في جامعة “إيوا وومانز”، إلى أن بيونغ يانغ لم تطلق صواريخ منذ أكثر من شهرين، ربما بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد في يوليو، ما تسبب في دمار واسع. وأضاف أن إطلاق الصواريخ اليوم “قد يكون إشارة إلى عودة كوريا الشمالية إلى نمطها السابق من التجارب الصاروخية”.

ومع تصاعد التوترات بين الكوريتين، أعلنت بيونغ يانغ مؤخرًا أنها نشرت 250 راجمة صواريخ بالستية على الحدود الجنوبية، بينما ردت سيول باستئناف بث الدعاية العسكرية على طول الحدود، وتعليق اتفاق عسكري كان يهدف إلى الحد من التوترات، واستئناف التدريبات بالذخيرة الحية قرب المنطقة منزوعة السلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى