الملتقى الجهوي للإعلام جهة طنجة تطوان الحسيمة بمدينة تطوان
انتهت أشغال الملتقى الجهوي للإعلام (جهة طنجة تطوان الحسيمة) المنظم من طرف الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية بتطوان ومرتيل، يومي 26 و27 ماي 2023، تحت شعار “الإعلام الجهوي بين التنظيم الذاتي والترافع لأجل قضايا الوطن”، بتوقيع ممثلي المواقع الرقمية (ناشرون وصحافيون) المشاركين على “إعلان الشمال” الذي سطّروه كخارطة طريق، يعبرون من خلاله عن تشبثهم الراسخ بفلسفة التنظيم الذاتي للصحافة القائمة على مبدئي الاستقلالية والديمقراطية، ورفضهم لكل المحاولات الانقلابية على المكتسبات المحققة في القطاع، وتصديهم لخطوات إعادة مسار التنظيم الذاتي للصحافة في بلادنا إلى الوراء، من خلال المصادقة على مشروع قانون يهدف إلى إنشاء لجنة مؤقتة لإدارة قطاع الصحافة والنشر، وذلك بديلا عن المجلس الوطني للصحافة، وأيضا عزمهم إحداث “وسيط إعلامي” (أمبودسمان) بالجهة لتعزيز احترام أخلاقيات العمل الصحفي.
وكان ممثلو المواقع الإعلامية المشاركون في الملتقى الجهوي للإعلام، قد استمعوا بإمعان وناقشوا بتحليل ونقدٍ مداخلات الأساتذة والخبراء في مجال الإعلام الذين أطروا أشغال الملتقى، وانتهوا إلى الإجماع حول ضرورة تنظيم الجسم الإعلامي الجهوي خاصة الرقمي، بهدف ترسيخ قيم أخلاقيات الصحافة كمهنة شريفة تعتبر أحد أسس تدعيم البناء الديمقراطي بالمغرب، ووسيلة قوية للترافع والدفاع عن المصالح العليا للدولة والمجتمع.
واعتبر المشاركون أن تكتلهم في إطار جهوي كصحافيين مهنيين وناشرين أصبح ضرورة يقتضيها المسار الذي تنهجه الحكومة للسيطرة والتراجع عن المكتسبات المحققة في مجال التنظيم الذاتي للصحافة، ولذلك جاء سعيهم إلى إيجاد صيغ ووسائل جديدة مستلهمة من روح الدستور المغربي والقانون وفلسفة الجهوية المتقدمة، بحيث اتفق المجتمعون على ما يلي:
–إنشاء إطار ذاتي جهوي للناشرين والصحافيين والمراسلين يوحدهم حول احترام أخلاقيات المهنة والرغبة في تنمية قدراتهم وحماية استقلاليتهم.
–تسطير ميثاق أخلاقي يضمن تميز ورقي العمل الإعلامي بجهة طنجة تطوان الحسيمة بما يضمن مساهمته في البناء الحضاري والرفع من الذوق العام للمواطنين وتعزيز انتماءهم الانساني والوطني.
–إحداث مرجع تحكيمي بمثابة “وسيط إعلامي” (أمبودسمان) يكون وسيطا بين الجمهور والمؤسسات الإعلامية الموقعة على الإعلان بالجهة، وذلك لتعزيز الثقة التي تفتقد يوما بعد يوم بين المواطنين ووسائل الإعلام، بالنظر إلى ارتفاع حالات انتهاك أخلاقيات المهنة، رغم إصدار المجلس الوطني للصحافة ميثاق الأخلاقيات في يوليوز 2019، وعجزه في تجربته التأسيسية عن التعامل بحزم مع الظاهرة، قبل أن ينطلق مسار إقباره منذ 4 أبريل 2023. وسيكون هذا المرجع التحكيمي وسيطا بين المواقع الرقمية الموقعة على الإعلان والجمهور، بما يضمن الحرص على أخلاقيات مهنة الصحافة وتميزها واحترامها للمواثيق الكونية لحقوق الانسان والقيم الوطنية. وبعد تداول في الأسماء المقترحة تم اختيار الدكتور عبد الله أبو عوض أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي المتخصص في الشأن الإعلامي والمحكم في الوساطة الاتفاقية المقبول لدى محكمة الاستئناف بطنجة لشغل مهمة “الوسيط الإعلامي“.
وفي الأخير، تعلن المواقع الإلكترونية الموقعة على الإعلان، أن الوسيط الإعلامي بالجهة سيكون شريكا في ضمان احترام أخلاقيات مهنة الصحافة وضمان حقوق من قد “يتضررون” بما قد تنشره هذه المواقع، وتنوه إلى حرصها على أن يكون “الوسيط” شخصية مستقلة غير خاضعة لإكراهات العمل والمناخ السائد في الممارسة المهنية، حتى تكون له القدرة على فتح باب الإمكانيات والحلول.
=======================