الطريقة العلوية المغربية تحيي احتفالها السنوي الـ 39 بالوالي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش
في إطار الحفاظ على التراث الروحي والديني للمملكة المغربية، نظمت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، بقيادة شيخها وممثلها العام بالمملكة المغربية الشريفة، الشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين، احتفالها السنوي الـ39 تكريمًا للوالي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش. هذا الحدث الروحي البارز أقيم يوم السبت 7 شتنبر 2024 في منطقة جبل العلم، حيث يقع ضريح الولي الصالح، وشهد حضورًا واسعًا من مريدي الزاوية العلوية وأتباع طرق صوفية أخرى من داخل المغرب وخارجه.
أقيمت الدورة هذا العام تحت شعار “الحمد لله بنعمته تتم الصالحات”، الذي يعكس رسالة الزاوية العلوية في التمسك بالروحانية والقيم الإسلامية السمحة. وقد شهد الحفل مشاركة فعالة من مريدي الطريقة العلوية، الذين جاؤوا من مختلف أنحاء المملكة والدول الأخرى للمشاركة في هذا الحدث السنوي الهام. كما حضر ممثلون عن زوايا وطرق صوفية أخرى، مما عزز من الأجواء الروحية المشتركة وأكد على أهمية الحوار والتعاون بين الطرق الصوفية المختلفة.
بدأت فعاليات الاحتفال بزيارة جماعية لضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، حيث توجه الحاضرون بالدعاء للولي الصالح، والقراءة الجماعية للفاتحة على أرواح المسلمين. كانت هذه اللحظة ذات رمزية كبيرة، حيث تعكس ارتباط مريدي الطرق الصوفية بالقيم الروحية وحرصهم على التواصل مع الله عبر الولي الصالح.
تخلل الاحتفال أيضًا جلسات لقراءة القرآن الكريم، حيث تلا الحاضرون آيات مباركة من كتاب الله، ثم توجهوا بالدعاء لمولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سائلين الله أن يحفظه ويطيل في عمره، وأن يعم الأمن والازدهار ربوع المملكة المغربية.
من أبرز فقرات الاحتفال كانت المواعظ الدينية والدروس التي ألقاها نخبة من الشيوخ والعلماء الأجلاء. تناولت هذه المواعظ “الذكر والمذاكرة “وقيم التصوف في الإسلام ودوره في تعزيز الأخلاق والقيم السامية في المجتمع”.
لم يقتصر الحفل على الدروس الدينية، بل شمل أيضًا فقرات من الأمداح النبوية التي أداها مجموعة من المنشدين والمداحين المشهورين، برع هؤلاء في تقديم وصلات روحانية ألهبت مشاعر الحاضرين، حيث كانت الأناشيد والمدائح تنساب لتذكير الجميع بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعزيز الروابط الروحية مع التراث الإسلامي.
شهد الاحتفال حضور شخصيات دينية بارزة من داخل المغرب وخارجه، حيث شارك ممثلون عن زوايا صوفية أخرى، مما عكس الأهمية الكبرى التي يحظى بها هذا الحدث السنوي. كما حضر مسؤولون وممثلون عن السلطات المحلية، مؤكدين على أهمية الدور الروحي الذي تلعبه الزوايا الصوفية في الحفاظ على السلم الاجتماعي وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية في المجتمع المغربي.
تعد الطريقة العلوية المغربية واحدة من أعرق الطرق الصوفية في المغرب، تعنى الطريقة بتعزيز القيم الروحية والسلوكية من خلال تعاليم التصوف والزهد، مع التركيز على الحب الإلهي والتسليم التام لله.
وتعتبر الاحتفالات السنوية التي تنظمها الزاوية العلوية فرصة لإحياء هذه القيم، وتجمع المحبين والمتبعين على كلمة واحدة هي المحبة والسلام. هذا الاحتفال هو بمثابة منصة للتواصل بين مختلف الزوايا والطرق الصوفية في المغرب، وتعزيز الروابط الاجتماعية والدينية بين أتباع هذه الطرق.
في ختام هذا الاحتفال الروحي الهام، تولى الشريف سيدي رضوان ياسين، الناطق الرسمي للطريقة الصوفية العلوية المغربية و مقدم زاوية طنجة تلاوة برقية ولاء وإخلاص إلى مقام أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تضمنت البرقية أسمى عبارات الولاء والتقدير لجلالته، مع الدعاء له بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظه الله ذخراً وسنداً لهذا الوطن. كما تضرع الحاضرون بالدعاء لله أن يديم على المملكة المغربية نعمة الأمن والاستقرار تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
وأعرب الحاضرون عن شكرهم وتقديرهم للشيخ الشريف سيدي سعيد ياسين على الجهود التي يبذلها في تنظيم هذه المناسبة الروحية الهامة، معربين عن أملهم في استمرار مثل هذه الاحتفالات التي تعزز من الوحدة الروحية والدينية بين مريدي الزوايا المختلفة.
هذا الاحتفال السنوي بالولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش يظل محطة بارزة في الحياة الروحية للمملكة المغربية، ويؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الزوايا الصوفية في ترسيخ القيم الروحية وتعزيز الترابط الاجتماعي في المجتمع.