وسائل التواصل الاجتماعي
بقلم: فردوس عيدون
يؤثر التقدم التكنولوجي بشكل كبير على جوانب كثيرة من حياتنا.و كلما ازداد هذا التقدم كلما أثّر في تغيير نمط حياة الأشخاص، بل إن المجتمعات لم تعد قادرة على تخيّل الحياة بدون هذا الواقع الافتراضي. ومع الاعتماد المتزايد على الأنترنت أصبح استخدام منصات التواصل الاجتماعي جزءً أساسيا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات لكثير من الأشخاص في العالم. فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وإضاعة الوقت، وهناك من أدركوا مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكل فعال. كما تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من الوسائل الخطيرة سواء على الفرد أو المجتمع، وكما لا يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على فئة عمرية أو فكرية معينة بل إن الأمر متاح للجميع؛ أي يمكن استخدام هذه الوسائل من لدن أطفال وشباب وكبار السن، ولهذا يجب أن ندرك خطورة هذه الوسائل على مجتمعنا، لاسيما على الأطفال، فهم أكثر عرضة للخطر، مما قد تنتج هذه الوسائل من المشاكل العديدة سواء العقلية أو النفسية، وكذلك صحية…، وقد تؤدي هذه الوسائل إلى الإدمان، وسوء تربيتهم و انحراف سلوكهم، ولهذا فإن الطفل يحتاج إلى تنمية مهاراته الاجتماعية في التواصل مع غيره، وذلك عن طريق التواصل بالكلام المباشر، والتي تساعده فيما بعد على التواصل بشكل ناجح مع الآخرين،ولكن هذه الوسائل تحرم الأطفال من تجربة الحصول على تواصل مادي حقيقي، فيقلل من قدرة الطفل على التعبير بالكلام أو فهم مشاعر الآخرين والتأمل فيها، فيخلق ذلك مشكلة يصعب تجاوزها عند الكبر.
ولننظر إلى عالمنا اليوم،كيف أصبح الناس، لا يهتم أحد بحياته؟ أصبح الفرد يتصفح ويهتم بمواقع التواصل الاجتماعي. وفي المقابل، فإن لوسائل التواصل العديد من الآثار السلبية، كالتأثير على صحة الأفراد سواء نفسية كالإصابة بالقلق والإكتئاب، وتأثر هذه الوسائل على ثقافة المجتمع، وانتشار الأخبار الكاذبة، والزيادة في التنمر الإلكتروني، وأخيرا تساهم هذه الوسائل إلى تشتت الأسرة والمجتمع وغير ذلك. ويجب الاستفادة منها بدل اللهو وتضييع الوقت فيها، ولهذا فإن نصيحتي لك أن لا تضيع من وقتك كثيرا في مواقع التواصل، فهناك الكثير من الأشياء في الحياة أهم بكثير من تضييع الوقت: اتبع حلمك حتى تصل، وبعد الوصول ستجد متسعا من الوقت كي تستمتع بالحياة أكثر.