احتفالات ومهرجانات على حساب أرواح الشباب: هل تدرك الدولة خطورة يأس الشباب المغربي؟.
#محمد_سعيد_الاندلسي
في الايام الأخيرة، أصبحت سياسة “الشطيح والرديح” تعبيرًا يختزل واقعًا مؤلمًا يعيشه الشباب المغربي، هذه السياسة التي تُركز على الترفيه والمهرجانات وصرف اموال الشعب على العاهات، باتت تُشعر الكثيرين بأن القضايا الحقيقية التي تهمهم مثل التعليم، الشغل، والصحة، ولا يهمهم لا أنشطة ترفيهية ولا شطيح لانها لا تعالج مشاكلهم اليومية، نتيجة لذلك يشعر الشباب بفقدان الأمل والثقة في قدرة الدولة على تقديم مستقبل أفضل لهم.
هذا الإحباط المتزايد دفع العديد من الشباب إلى اتخاذ قرارات يائسة، مثل الهجرة غير النظامية عبر “قوارب الموت”، بحثًا عن حياة كريمة وفرص عمل في بلدان أخرى، المخاطرة بالحياة عبر البحر ليست خيارًا سهلًا، ولكنها تعكس مستوى اليأس الذي وصل إليه الشباب، حيث يرون أن الهجرة هي السبيل الوحيد للخروج من واقعهم الصعب.
رغم خطورة هذا الوضع، يبدو أن صناع القرار لم يلتقطوا بعد الرسالة التي يرسلها هؤلاء الشباب بأرواحهم، فبدلاً من وضع حلول جذرية للمشاكل التي تدفع الشباب إلى الهجرة، تستمر السياسات الحالية في تجاهل الأسباب الحقيقية لهذا النزيف البشري، وإذا استمر هذا التجاهل، فإن الفجوة بين الشباب والمسؤولين ستتسع أكثر، وسيزداد الإحباط واليأس.
السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرحه المسؤولون على أنفسهم هو: متى سينتهون من هذه السياسة السطحية ويبدأون في معالجة القضايا الجوهرية التي تهم الشباب؟ إن الوقت قد حان لإعادة النظر في الأولويات، والانتقال من سياسات الترفيه إلى سياسات التنمية الحقيقية التي تفتح آفاقًا جديدة للشباب داخل وطنهم.
إن الاستجابة لهذه الرسالة قبل فوات الأوان ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة حتمية لضمان مستقبل مستدام للمغرب وأجياله القادمة، إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة الآن، فقد نفقد المزيد من الأرواح على قوارب الموت، وسيستمر نزيف الأمل والثقة بين صفوف الشباب.