إطلاق سراح المغني “ولد عيشة” بعد توقيفه في قضية مرتبطة بالاتجار في الكوكايين
في تطور لافت في قضية المغني الشعبي المعروف بـ”ولد عيشة”، قرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية في طنجة، اليوم، إطلاق سراح الفنان بعد توقيفه على خلفية مذكرة بحث وطنية صادرة عن ولاية أمن طنجة، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالاتجار في مخدر الكوكايين. وجاء هذا القرار بعدما ثبت أن الأدلة التي بحوزة السلطات غير كافية لتوجيه تهم مباشرة إليه في الوقت الراهن.
تعود جذور هذه القضية إلى تحقيق أجرته الشرطة القضائية في طنجة، حيث تم توقيف عدد من الأشخاص المشتبه في تورطهم في ترويج الكوكايين. وخلال هذا التحقيق، ورد اسم المغني “ولد عيشة” في محضر رسمي تم تحريره استنادًا إلى اعترافات أحد الموقوفين في شبكة المخدرات. على إثر ذلك، أصدرت السلطات مذكرة بحث وطنية بحق المغني الذي تم توقيفه لاحقًا.
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، قامت عناصر الاستعلامات العامة بطنجة، بتنسيق مع الشرطة القضائية، بتوقيف “ولد عيشة” في حوالي الساعة الرابعة صباحًا داخل نادٍ ليلي تابع لأحد الفنادق الفاخرة بالمدينة. تم تنفيذ عملية التوقيف بعد رصد تواجد الفنان في المكان بناءً على مذكرة البحث الصادرة بحقه.
رغم توقيف “ولد عيشة” والتحقيق معه، قرر وكيل الملك إطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة التي تربطه بشكل مباشر بعملية الاتجار في الكوكايين. ورغم ذلك، لم يُغلق الملف بشكل نهائي، حيث أعطى وكيل الملك تعليماته للشرطة القضائية بتعميق البحث في القضية لاستكمال كافة التفاصيل والتحقق من جميع المعطيات، بما في ذلك علاقته بالموقوفين الآخرين في نفس القضية.
تستمر الشرطة القضائية في جهودها لتحديد مدى تورط المغني في القضية. وتهدف التحقيقات المقبلة إلى استجلاء المزيد من التفاصيل حول الدور المحتمل لـ”ولد عيشة” في شبكة المخدرات، مع توسيع نطاق البحث ليشمل جميع المعنيين بالقضية. ويشمل هذا العمل الاستقصائي مراجعة الأدلة الجنائية والاستماع إلى شهادات إضافية من الموقوفين.
في الوقت الذي يترقب فيه الرأي العام نتائج التحقيق، يواجه “ولد عيشة” تحديات كبيرة على صعيد حياته المهنية، حيث أثرت القضية على سمعته وسط معجبيه وداخل الأوساط الفنية. فالقضايا المرتبطة بالمخدرات غالبًا ما تؤثر سلبًا على مسار الفنانين، وقد تشكل ضغوطًا عليهم لتبرئة أسمائهم أمام القانون وأمام الجمهور.
تعرف مدينة طنجة، منذ فترة، تعزيزًا للإجراءات الأمنية في إطار مكافحة الاتجار في المخدرات، خاصة الكوكايين. وتعمل السلطات الأمنية على محاربة شبكات التهريب والترويج التي تستغل المدينة كمحور عبور للمخدرات بين أوروبا والمغرب. وتشكل هذه القضايا جزءًا من الجهود المبذولة لضمان أمن المدينة وسلامة المواطنين.
في الختام، يتطلع الجميع إلى ما ستسفر عنه التحقيقات الإضافية، وإلى ما إذا كانت ستثبت براءة “ولد عيشة” من التهم الموجهة إليه أو ستؤدي إلى تطورات جديدة في القضية. وحتى ذلك الحين، يبقى المغني تحت المراقبة القضائية، فيما تواصل السلطات بحثها للكشف عن الحقيقة الكاملة.