إسبانيا تطمئن بشأن مناورات البحرية الملكية المغربية قرب جزر الكناري

في أعقاب الجدل الداخلي الذي أثارته أنشطة عسكرية مزمع إجراؤها من قبل البحرية الملكية المغربية في السواحل الجنوبية للمملكة، على بُعد حوالي 140 كيلومترًا من سواحل جزر الكناري، أكدت وزارة الخارجية الإسبانية، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أن الحكومة في مدريد على علم بهذه المناورات ولا ترى أنها مدعاة للقلق.

وأوضحت الوزارة أن “هذه الأنشطة ستخضع للمتابعة المنتظمة من طرف الجهات المختصة ومن طرف السفارة الإسبانية في الرباط”، مشيرة إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا مع السلطات المغربية بشأن هذا الموضوع.

تأتي هذه التطمينات الإسبانية بعد معارضة سلطات جزيرة “فوررتيفنتورا” الإسبانية، الواقعة في أرخبيل جزر الكناري، التي أعربت عن رفضها لإجراء مناورات بحرية بالقرب من مجالها الجغرافي. وقد حذرت السلطات المحلية من الأضرار البيئية التي قد تلحق بالأنواع البحرية نتيجة هذه الأنشطة العسكرية، وطالبت الحكومة المركزية في مدريد بتقديم معلومات إضافية حول هذا الأمر.

وفي السياق نفسه، دعا حزب سومار الإسباني، المعروف بدعمه لنشطاء البوليساريو، إلى مساءلة حكومة بيدرو سانشيز بشأن ما إذا كانت الرباط قد أبلغتها بهذه الخطوة، وما إذا كانت الحكومة قد أجرت تقييماً للمخاطر الأمنية والآثار الاقتصادية المحتملة لمثل هذه المناورات القريبة من جزر الكناري.

من جانبها، كانت مندوبية الصيد البحري بالعيون قد وجهت إخبارية إلى مهنيي الصيد البحري، تخبرهم بأنشطة بحرية عسكرية ستجرى من فاتح شتنبر إلى نهاية السنة الحالية في المنطقة البحرية التابعة للمدينة الجنوبية، مهيبةً بالمهنيين تجنب الاقتراب من المنطقة المحددة.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الموقف يعكس الجهود المبذولة للتنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية بشأن الأنشطة العسكرية في المناطق البحرية الحساسة، في محاولة للحفاظ على الاستقرار البيئي وتجنب أي تصعيد قد يؤثر على العلاقات بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى