أخنوش لم ينجح في السياسة.. ؟
محمد امزيان لغريب /طنجة
ان السياسة تعني إدارة الشأن العام بالاستناد إلى السلطة، وبمعنى اخر إصدار القرارات وإدارة شؤون المجتمع كافة، و حماية الاقتصاد من الانهيار والمساهمة أيضا في طرح الأفكار حول الشأن العام ومناقشتها وإبداء الرأي فيها ، فهل نجح رئيس حكومتنا عزيز أخنوش في ذلك؟؟
قبل تولي اخنوش لمنصب رئيس الحكومة كانت عدد من تصريحاته فرعونية ومستفزة للمغاربة ، خاصة عندما هدد المغاربة بإعادة التربية في إحدى خرجاته، ردا على الحملة الشعبية لمقاطعة بعض المنتجات والشركات خاصة شركة المحروقات “افريقيا” التي احتكر بها السوق الوطني، ما خلق جدلا واستياء واسعا حينا، ليعود احيانا بوعود وتصريحات تعهد فيها بتحسين وضع المغاربة وخلق فرص شغل وغيرها مما جاء به برنامجه الانتخابي وشعاره “أغراس أغراس”، والذي ظهرت حقيقته بعد توليه رئاسة الحكومة، حيث ارتفعت الأسعار إلى حدود خيالية لم تصله من قبل، وهو ما أوضح بشكل جلي عدم قدرته على تنفيذ وعوده وبرنامجه السياسي الذي وعد به المغاربة بالرفاهية والإزدهار، بينما اطلق المواطنون مؤخرا حملة/وسما dh_Gazoil7# و #8dh_Essance و Dégage_Akhannouch# تطالبه بالرحيل لفشله الدريع في إدارة الأزمة بل وتتهمه بالاستفادة والاغتناء منها.
ولا داعي لإعادة الكلام عن فشل أخنوش في ما سمي بالمغرب الأخضر الذي رصدت وصرفت عليه الملايير من الدراهم وهو ما كشفه تقارير المجلس الأعلى للحسابات، ويكشفه واقع حال القرى والمداشر والجماعات القروية المغربية خاصة بالشرق والجنوب الشرقي وعدد من جماعات الشمال المنسية، في مغربنا العميق، حيث لا يصل أخنوش ولا مناضلوه (من علية القوم وأصحاب الميرسيديس بينز والرونج روفر) ولا يعلم بحالهم غير أقرانهم البسطاء من أبناء الشعب.
ان نظرة رجل الأعمال مثل اخنوش للشأن العام تختلف عن نظرة باقي السياسيين، فرجل الأعمال ينظر إلى المواطن كمستهلك مستهدف ببضاعته، وإلى مؤسسات الدولة كوسيلة يمكن أن يحقق من خلالها الكسب ويراكم أرباحه ؟ ولذلك يرفض معظم السياسيين والمنظرين أي ارتباط بين السياسة والمال، لما يمكن أن تخلقه من خلل في التوازن بين مصلحة المواطن والوطن ومصالح الطبقات الغنية وأصحاب المال والأعمال.
الشارع المغربي مند توليه الحكومة :
يعيش الشارع المغربي مند تولي عزيز اخنوش الحكومة على وقع الوقفات الاحتجاجية والصدام الدائم (الاساتذة والأطباء والمعطليين والنقابات والطلبة ..)، وسخطا شعبيا بسبب الزيادات المسعورة في أثمنة المحروقات والمواد الاساسية، الشيء الذي دفع جل المواطنين الى رفع شعارات مطالبة برحيله بعدما سقطت كل الوعود التي بحت حنجرته بترديديها هو وقيادات حزبه خلال الحملات الانتخابية
ومن بين هذه الوعود منها “مدخول كرامة” المُخصص للمسنين الذين تجاوزوا سن الـ 65 سنة، ودعم الأسر الفقيرة فيما يتعلق بالحمل الأول والثاني، وأيضا الوعود الخاصة بإدماج آليات وإجراءات تدعم التشغيل؛ فقد وعدت الحكومة ايضا في برنامجها الحكومي بتوفير مليون فرصة عمل خلال خمس سنوات، للأسف ليس هناك امارات على تحقيق هذه الوعود .
إذ اعتبر عدد من رواد التواصل الاجتماعي أن أخنوش ينفذ وعده الشهير الذي استفز المغاربة ( نعاود ليكوم التربية ).
صورة عن حكومة اخنوش :
يمكن اعتبار حكومة عزيز اخنوش هاته نسخة طبقا الاصل لحكومة الاسلاميين التي قادها حزب العدالة والتنمية، مع فارق في المرجعية فالأولى كانت مرجعيتهم إسلامية أما حكومة أخنوش فهي ذات مرجعية علمانية وبرغماتية متوحشة، الشيء الذي جعل المواطنيين يطالبون بعد العام من توليه لرئاسة الحكومة برحيله وإلحاقه بسابقيه.
=======================